7 محطات في حياة عالم الرياضيات محمد بن موسى الخوارزمي
الخوارزمي يعتبر من أبرز العلماء في مجال الرياضيات، وساهمت أعماله في تقدم الرياضيات كثيراً في عصره، ونستعرض في هذا المقال 7 معلومات عن الخوارزمي بداية من مولده مروراً بإسهاماته وأبرز مؤلفاته ووصولًا إلى وفاته.
7 معلومات عن الخوارزمي
تاريخ ميلاد الخوارزمي
أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي، هو عالم فلك ورياضيات مسلم، قيل أنه ولد في عام 780 ميلادياً تقريباً، وتؤكد الروايات أن عائلته رحلت عن مدينة خوارزم الفارسية التي توجد في إقليم خراسان الإسلامي، المعروف باسم خيوا في أوزبكستان، وانتقلت إلى العاصمة العراقية بغداد، وظل بها وأنجز أعماله هناك.
الخوارزمي من أصل عربي
يقال في بعض الروايات التاريخية، إن الخوارزمي من أصل عربي، فيما ذكرت روايات أخرى أنه من أصل فارسي، الأمر الذي دفع بعض المصادر لعدم الخوض في هذا الأمر، مع الاكتفاء بتعريفه بأنه عالم مسلم.
فترة إنجاز الخوارزمي لأبحاثه
استطاع الخوارزمي أن يظهر عبقريته وينجز أبحاثه أثناء فترة وجوده في بغداد، وتحديدًا خلال الفترة من عام 813 حتى عام 833 ميلادياً، في بيت الحكمة، التي قام الخليفة المأمون بتأسيسه، وكلف الخوارزمي بمهمة الاعتناء به، خاصًة أنه كان يضم العديد من المخطوطات والكتب الهامة في العالم.
وقام الخليفة المأمون بإسناد مهمة أخرى إلى الخوارزمي، وهي الاهتمام بالإرث اليوناني، وترجمة تلك الكتب إلى اللغة العربية، الأمر الذي عاد بالفائدة عليه، حيث درس علوم عديدة مثل الرياضيات، الفلك، التاريخ والجغرافيا، بالإضافة إلى أنه ساهم في معرفته بالعلوم اليونانية والهندية.
ترجمة أعمال الخوارزمي
ونشرت جميع أعمال الخوارزمي باللغة العربية، باعتبارها لغة العلم المعروفة في ذلك الوقت، وعقب الفتح الإسلامي لبلاد فارس، باتت العاصمة العراقية بغداد، مركزاً هاماً لمختلفة الدراسات التجارية والعلمية، حيث أتى إليها العلماء والتجار من جميع أنحاء العالم مثل الهند والصين، كما فعل الخوارزمي.
وتم ترجمة مؤلفات الخوارزمي إلى اللاتينية، وانتشرت بشكل واسع في أوروبا في القرن الثاني عشر، وكان لها تأثيراً هاماً على تقدم علم الرياضيات بها.
إسهامات الخوارزمي واكتشافه لعلم الجبر
استطاع الخوارزمي أن يساهم في العديد من المجالات الهامة، وهي الرياضيات، علم الفلك، الجغرافيا وعلم رسم الخرائط، كما أنه قام بإرساء الأساسيات في الجبر وعلم المثلثات، حيث أنه يعتمد على أسلوب منهجي معين من أجل إيجاد حلول للمعادلات الخطية والتربيعية الذي أدى إلى الجبر.
وبعدما قام بالفصل بين الجبر والحساب بطريقة علمية، وضع الخوارزمي أسس علم الجبر، وابتكر مصطلح الخوارزمية في علم الحاسوب والرياضيات، وساهم في أعمال عديدة بمجالات الجبر، الرياضيات، المثلثات، رسم الخرائط والجغرافيا، الأمر الذي أدى إلى إيجاد حلول لمعادلات الدرجة الثانية، وظهور علم الجبر.
واستطاع أن يترك بصمة واضحة في مجال الرياضيات ليس في عصره فقط، بل حتى عصرنا هذا، ويعد من أبرز مؤلفاته في هذا المجال، كتاب الجبر والمقابلة، الذي طرح المعادلات الخطية والتربيعية، وعمل على إيجاد حلولًا لخلل التوازن التجاري، تحصيص الأراضي، والميراث، واستبدل النظام الروماني بالنظام العددي الذي يتم استخدامه حتى الآن.
ويعد الخوارزمي هو من ابتكر علم الجبر، وقام بفصله عن مجال الحساب، ووضعه في حلول المعادلات الرياضية، وانتشر وعُرف في جميع أنحاء العالم باسم الجبر، كما أسهم في مجال الحساب أيضًا، حيث وضع أرقام باللغة العربية على الزوايا.
واخترع شكلًا معينًا لكل رقم، بحيث أنه يكون نفس عدد الزاوية التي يرمز إليها، ويكون هذا الرقم باللغة العربية الأصلية، التي يتم استخدامها باللغة الإنجليزية، علمًا بأن الأرقام التي يتم استخدامها ذات أصل هندي، وليست عربية.
كما قام باختراع الصفر، الذي يعتبر من أبرز الإنجازات التي قام بها، حيث تسبب في تغيير قيمة الرقم، واعتمدت الدول الغربية هذا النظام، وأحدث قفزة هائلة في مجال الرياضيات.
وعلى صعيد مجال الجغرافيا، كان للخوارزمي كتاباً شهيراً تحت عنوان مظهر الأرض، وقام في هذا الكتاب بوصف التضاريس، وتوجد عدد من مخطوطاته باللغة العربية في العديد من الدول، ومنها؛ باريس، القاهرة، برلين وإسطنبول، بالإضافة إلى أنه عمل على كتابة كتب العمل بالإسطراب، المزولات والتاريخ، وذلك حسبما ذكر ابن النديم في الكتاب الخاص به فهرس الكتب العربية.
ولا تقتصر إسهاماته على الرياضيات والجغرافيا فقط، حيث أنه له العديد من الإسهامات في علوم الفلك والفضاء، بعدما قام بوضع جداول لحركة خمسة من كواكب المجموعة الشمسية، والأرض والشمس.
أشهر مؤلفات الخوارزمي
قام العالم المسلم الخوارزمي، بتأليف العديد من الكتب التي كانت جميعها باللغة العربية، وأطلق عليها لقب الساحر، ومن أبرز الكتب التي قام بتأليفها:
كتاب الجبر والمقابلة، قام الخوارزمي بفضل علم الجبر عن الرياضيات، وجعله علمًا خاصًا له دلالات وخصائص معينة، وسار جميع العلماء على دربه حتى الآن، وتم ترجمته من العربية إلى اللغة اليونانية، ومنذ ذلك الوقت ودخل الجبر إلى الدول الغربية، واستعانت المعاهد والجامعات بهذا الكتاب قروناً عديدة.
كتاب صورة الأرض، قام الخوارزمي بإدخال تحسينات وتعديلات عديدة على نظريات بطليموس، وحرص على تصحيح الخاطئ منها، الأمر الذي دفع مصطفى الشهابي، لوصفه في كتابه الخاص الجغرافيون العرب، بأنه من وضع أول أساس لعلم الجغرافيا العربي.
ولا توجد سوى نسخة واحدة من هذا الكتاب في مكتبة جامعة ستراسبورغ، أما الترجمة اللاتينية للكتاب ذاته؛ فتوجد في المكتبة الوطنية لإسبانيا في العاصمة مدريد.
وهناك العديد من الكتب الأخرى التي قام الخوارزمي بتأليفها، ومنها كتاب العمل بالإسطرلاب، كتاب الزيج الأول، كتاب الزيج الثاني، كتاب الرخامة وكتاب المزولات.
وفاة الخوارزمي
لم يعرف تاريخ وفاة الخوارزمي بالدقة الكافية، كما هو الحال بالنسبة لتاريخ ولادته، ولكن هناك اختلاف حول عام وفاته، فالبعض يقول إنه توفي عام 847 ميلادياً، ولكن هناك أقوال أنه توفي في عام 850 ميلادياً، في العاصمة العراقية بغداد، وذلك بعد رحلة طويلة من الأبحاث في الرياضيات والجغرافيا.
التعليقات مغلقة.