لا شك أن السفر شيء ممتع جداً ولكن بعضنا لا يعرف أن له فوائد عديدة، فعندما يذكر السفر يستشهد بأبيات الإمام الشافعي -رحمه الله- قد قال فيها:
تغرَّبْ عن الأوطان في طلب العلى .. وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تَفَرُّج همٍّ، واكتساب مــعيشة .. وعلم، وآداب، وصحبة ماجد
فإن قـيل في الأسفار ذُلٌّ ومحنـة .. وقطع الفيافي وارتكاب الشدائد
فـموت الـفتى خير له من قيامه .. بدار هوان بين واشٍ وحـاسد
7 فوائد ممتعة للسفر حول العالم
انفراج الهم والغم
قد عرف واشتهر بين الناس أن الشخص الملازم للمكان الواحد، قد يصاب بالممل والسأم اذا استمر على هذه الحالة لفترة طويلة، فتعتريه الرغبة في التجديد، وهذا هو حال بعض المقيمين إذ قد ينتابهم ما يضيق صدورهم ويغتمون به فيشعرون بشيء من الرتابة والروتينية في حياتهم، فإذا سافر احدهم تغيرت الوجوه من حوله و تبدلت واختلفت المشاهد و الأجواء، فعند إذ يذهب همه وينشرح صدره، وهذا ما ينصح به الأطباء النفسيون، وقد قيل: لا يصلح النفوس إذا كانت مدبرة، إلا التنقل من حال الى حال.
اكتساب المعيشة
من ضاق عليه رزقه في بلده نُصح بالسفر إلى بلاد اخرى سعياً للرزق، فالله سبحانه وتعالى يقول: “هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15(“فكم من أشخاص سافروا لاكتساب الرزق ففتح الله عليهم، ومن نوابغ الكلم أيضًا: “صعود الآكام و هبوط الغيطان خيرٌ من القعود بين الحيطان”
تحصيل العلم
كان أسلافنا ومن نقتدي بهم من الصالحين والناجحين يرتحلون لطلب العلم، ويقطعون المسافات البعيدة من أجل سماع حديث واحد عن رسول الله، يقول الإمام البخاري: -رحمة الله عليه- “رحل جابر بن عبدالله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد” وقد ذكر الله تعالى قصة سيدنا موسى والخضر في آيات من سورة الكهف، وقد قيل في الاثر أيضاً: “لولا التغرّب ما ارتقى دار البحور الى النحور”.
تحصيل الآداب
وذلك لما رأيناه من الأدباء والعلماء ولقاء العقلاء مما اكتسبوه من الأخلاق وسمو الطباع الغالب عليهم واتخاذ القرارات الصحيحة دائما لما مروا به من تجارب في سفرهم وترحالهم.
صحبة الأمجاد
وهو من أكثر الفوائد نفعاً، فكم من انسان سافر فالتقى بكرام الرجال واطايبهم، فعاش معهم وخالطهم، فوجد فيهم الكرم و حسن الضيافة ومساعدة المحتاج والعناية بالغريب، ولله درّ القائل: “نزلت على آل المهلب شاتياً غريباً عن الاوطان في زمن المجد .. فما زال بي إحسانهم و جميلهم وبرهم حتى حسبتهم أهلي”.
استجابة الدعوة
لما قال رسول الله في حديثه: ” ثَلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ لا شَكَّ فِيهِنَّ : دَعْوَةُ الْوَالِدِ , وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ , وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ ” .لذا فليحرص المسافر على الإكثار من الدعاء عند السفر.
صلة الأرحام وزيارة الأحباب
وهي من افضل العبادات في التقرب إلى الله ويشهد لذلك حديث رسول الله ” أَنَّ رَجُلا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ ، فَأَرْصَدَ اللَّهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا ، فَقَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ فَقَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ . فَقَالَ : هَلْ لَهُ عَلَيْكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا ؟ قَالَ : لا ، إِلا أَنِّي أُحِبُّهُ فِي اللَّهِ . قَالَ : إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ ” .