تنوعت سينما التسعينات بالاحتفاظ بخط أفلام الثمانينات مع ظهور الموجة الشبابية، كما عكست الواقع السياسي والاجتماعي، فأدى لإنتاج سينمائي غني بمكونات مصر حينها من الشيوخ للشباب، ومن الكوميديا للدراما.
7 أفلام الأجدر بالمشاهدة خلال التسعينات
الكيت كات (1991)
رائعة داوود عبد السيد إخراج وسيناريو، مأخوذ عن رواية “مالك الحزين” للروائي إبراهيم أصلان، تدور أحداث الفيلم في جوانب حي الكيت كات، وتدور حياة “الشيخ حسني” فاقد البصر، والزوجة، والبيت، لكنه مازال متشبثاً بالضحكة والأمل، يفرغ هموم الصباح في جلسات سمر الليل ودندناته على العود. ولعل اختيار النجم محمود عبد العزيز هو الأنسب للعب لتلك الشخصية بجميع تناقضاتها. يعرض الفيلم نماذج من شخصيات تلك الطبقة بأحلامها التي عادة ما تقف عاجزة أمام حائط الواقع المنيع.
آيس كريم في جليم (1992)
أنضج تجربة سينمائية للفنان الشاب عمرو دياب، نجم شرائط الكاسيت حينها وأقربهم للشباب، وبالفعل حاول الكاتب مدحت العدل يسانده محمد المنسي قنديل في توثيق نقطة تحول جيل الثمانينات إلى الانطلاق والحرية وفرض أنفسهم وفنهم على المجتمع، وذلك عن طريق العديد من نماذج الشباب حينها بعين المخرج خيري بشارة، وكان هو الفيلم الذي حمل في طياته أغاني خلدت في ذاكرة ذلك الجيل أهمها “رصيف نمرة 5″، و”هتمرد ع الوضع الحالي”.
الإرهابي (1994)
إرهاب التسعينات، هكذا يطلع على تلك الفترة التي شهدت عدة عمليات إرهابية استهدفت السياح وكان نتيجة تبلور الفكر االتكفيري المتطرف، فجاء وحيد حامد كعادتة متناولاً تلك الظاهرة بمنأى عن الاندفاع الوطني العاطفي لكن بالكثير من التحليل والتعاطف مع أحد نماذج أولئك الإرهابيين. الأخ علي عبد الظاهر والذي لعب دوره الفنان عادل إمام، هو أحد الشباب العاديين دفعه الفقر والإحباط للانضمام لإحدى الجماعات المتطرفة باسم الدين تكلفه بأعمال تخريبية آخرها عملية اغتيال. يعرض الفيلم اصطدام نموذج الإرهابي بنموذج المثقف وما ينتج عنه من تغير الفكر وتحرره.
طيور الظلام (1995)
مثلث وحيد حامد وشريف عرفة وعادل إمام الذي تكرر عدة مرات خلال التسعينات، وبالرغم من بدأ الفيلم بعبارة “هذا الفيلم خيال سينمائي بحت، وأي تشابه بين الخيال والواقع يكون مجرد صدفة”، إلا أنه أفرد تشريحاً دقيقاً لثلاث أيدلوجيات هم الأكثر شيوعاً في تلك الفترة، وهم الانتهازي المتسلق، واليميني المتطرف، والطرف الذي قرر أن يبقى بمأمن عن تصارع الطرفين السابقين، وعند مشاهدة الفيلم الآن قد تكتشف أنه غني بالإسقاطات، والترميز، والتوقعات السياسية.
المصير (1997)
عمل شاهيني بامتياز، فهو إخراج العالمي يوسف شاهين، وكتابته أيضاً بمساعدة تلميذه المخرج خالد يوسف، يعرض الفيلم للصراع الدائر بالأندلس في القرن الثاني عشر بين التوجه الداعي للتمسك بأفكار السلف، والتوجه الفكري المنادي بالاجتهاد متمثل في الفيلسوف ابن رشد، والذي لعب دوره الفنان يوسف الشريف، تبرز في الفيلم فكرة مأساة المتقف وصراعه مع السلطة، ومع المجتمع المغاير لفكره وتتلخص تلك المأساة في جملة كتبها شاهين على لسان أحد أبطال الفيلم” بأن “الأفكار لها أجنحة فلا يمكن ردعها أو محاربتها كالجيوش”.
إسماعيلية رايح جاي (1997)
انطلاقة السينما الشبابية كما يصنفه السينمائيون، يدور حول قصة صعود مطرب شاب لعب دوره الفنان “محمد فؤاد” وبعض أحداث الفيلم مأخوذة عن حياة “فؤاد” الحقيقية. وبالرغم من مواجهة الفيلم مشاكل إنتاجية عديدة إلا أنه حقق نجاح غير مسبوق، وغير متوقع تزامناً مع نزوله في موسم الصيف وضمه عدد كبير من الممثلين الشباب، ما جعل الفيلم يحقق إيرادات تجاوزن الـ مليون جنيه وهو رقم ضخم بالنسبة لتلك الفترة.
اضحك الصورة تطلع حلوة (1998)
خلطة مشاعر وبهجة ودراما تُصاغ في جُمل وحيد حامد، مؤرخ كلام شوارع مصر، يحكي لنا عن مصور الفوتوغرافيا “سيد غريب” والذي تمكن االنجم أحمد زكي من مزج صفات شخصيته لنراها بهذه السلاسة على الشاشة، فهو الأب المحب لابنته، والمصور الفنان، والإنسان عزيز النفس. يُظهر المخرج شريف عرفة في كثير من مشاهد الفيلم علاقة الطبقة العليا في المجتمع بالطبقة الوسطى أو ما تحتها قليلا، من خلال عمل “سيد”، ومن خلال قصة حب ابنته وابن أحد رجال الأعمال.