كريستوفر جوناثان جيمس نولان مخرج وكاتب ومنتج سينمائي بريطاني أمريكي، كان مولده في العام 1970 في لندن، في جعبته يقبع الآن أفضل الأفلام التي تم إنتاجها على مدار التاريخ، عبقرية فذة أضافت بأفلامها إلى عالم السينما بُعداً رحباً من التميز والعمق، لا تمر على فيلم من أفلامه إلا وترى فيها أفكاراً لامعة، وعوالم فريدة ممتعة من الخيال، تأخذك من يديك لتزرعك بين الغيمات بين النجوم بين لوامع الإنسان وفلسفته بين مشكلاته الأزلية، الخير والشر وصراعما القائم الذي لا ينتهي، الحروب الدائرة يغوص معك فيها ليتفقد قلوب البشر ونفوسهم وما أحدثت فيهم من ندبات لا تنتهي، كذلك رحلاته السائرة بين دروب العلم والفلك لا تتوقف بك إلا وأنت منبهر.
إنه حقاً عبقرية فذة لا تتواجد في عالمنا كثيراً، ونحن هنا لنتتبع أثره ونعرف أهم محطاته الحياتية التي سارت به إلى هذا النجاح.
المخرج الطفل
لم يكن طفلاً عادياً أبداً؛ بل اتسمت طفولته بالشغف والاكتشاف وإرادة الابتكار، فبين شيكاغو ولندن كان تنقله وحياته، فهو كما أسلفنا بريطاني أمريكي ويمتلك الجنسيتين، بدأ إخراج الأفلام مبكراً تحديداً في سن السابعة من عمره، حيث كان يستخدم كاميرا والداه في تصوير بعض الأحداث وفي تصوير ألعابه، كان مغرماً جداً بالسينما وبالأفلام، حيث كان عاشقاً لفيلم حرب النجوم.
الشغف متواصلاً
اتقد الشغف في نفس نولان منذ طفولته، ففي سن الحادية عشر، ومع تراكم معارفه ومطالعته الأفلام عبر لأول مرة عن رغبته في أن يكون صانع أفلام محترف، ومن ذلك الحين اجتهد في إرواء حلمه والصعود به إلى حيز الحقيقة.
دراسته
اختار نولان الأدب الإنجليزي ليدرسه في جامعة لندن، وذلك لسبب وجيه جداً من وجهة نظره وهو مرافقها السينمائية المتوفرة، حيث ترأس في حينها جمعية اتحاد الفيلم حينها، وكان يجمع من ماله الخاص ليصنع به في النهاية أفلاماً ليعرضها في الصيف وخلال فترات الأعياد، في أثناء دراسته في جامعة لندن أنتَجَ نولان فِيلمين قصيرين، وعُرِضَ أحدهما في مهرجان كامبردج للأفلام عام 1996 واعتُبِرَ من أفضلِ الأفلام التي أُنتِجت في الجامعة.
تتبع
كان أولى أفلامه التي أبانت عنه ووضحت عبقريته، حيث اعتمد فيه على قصة اقتبسها من حياته في لندن، حيث شاب عاطل يهوى الكتابة ويريد أن يصنع رواية، يتتبع رجال غرباء في لندن ليستلهم منهم قصته غير أنه يجر مرغماً لعالم الجريمة، تتابعت بعد ذلك سلسلة أفلامه المميزة ، بداية من Memento مروراً بسلسلة Batman وانتهاءً بفيلمه Dunkirk.
أسلوبه
يمتاز أسلوب نولان بالعمق والفلسلفة التي تلازم معظم أعماله، حيث السرد لديه له أفق متسع من الاحتمالات، الاختيارات أمامه دائماً فذة وعبقرية، لا تتوقع منه خلال مشاهدتك لأعماله إلا الانبهار والاستحسان، دقيق جداً في اختيار مواضيع أفلامه حيث يبرز فيها الجانب الإنساني كأمر طاغي، التجارب الإنسانية حاضرة وكذلك المسائل الأخلاقية، فضلاً عن الجانب العلمي الدقيق والمبهر كما في فيلمه العبقري Interstellar.
شباك التذاكر
يعتبر من المخرجين الأفذاذ والنادرين الذي نجحوا في الجمع بين التقدير النقدي والجوائز العالمية، وكذلك بين شباك التذاكر والإيرادات، حيث تجاوزت أرباح أفلامه التسع حوالي 4.2 مليار دولار أمريكي، وبالنسبة لجوائز الأوسكار فقد حصل على 26 ترشيح لجوائزها، و7 جوائز.
عدائه للرقمي
في أسلوب إخراجه يعادي نولان التصوير الرقمي بكافة صوره، ويرى أن التصوير التقليدي لا شيء يففوقه مطلقاً، وهو في الإطار ذاته يعبر على أن انتشار الرقمي راجع لعوامل اقتصادية بحته وليس لتفوقه من حيث الجودة.