كثيرة هي الأفلام التاريخية، وقليل منها جداً ما يلتمس الحياد ويقف متجرداً عن كل شيء شارحاً وجهات النظر المختلفة دون تداخل مع النص بشكل ما يتعدى اللمسات الفنية المصاحبة، التاريخ نفسه يمتلئ بوجهات نظر كثيره حياله، لذا التركيز على إحداها دون أخرى يبرز شرخاً ما في مسار التاريخ ويخلع على الفيلم نمط التوجيه وإرادة التأثير على الجمهور، ومن خلال تجارب فنية كثيرة ارتأينا مدى التوجيه الذي تمثله بعض الأفلام بغرض الهجوم على فئة معينة أو نُصرة شخصية ما وهكذا
ونحن هنا من خلال هذا التقرير نُقدم لكم أبرز الأفلام التاريخية التي جاءت مشوهة للحقيقة بشكل ما.
A Beautiful Mind
هو فيلم من إنتاج 2001 مأخوذ عن قصة حياة عالم الرياضيات الأمريكي الشهير “جون ناش”، وهو العالم الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد والمُصاب بمرض الفصام،الفيلم يتعرض للحياة الشخصية لهذا العالم ومسيرته الصاعدة باتجاه الوصول إلى منجزاته العلمية، يتخلل الفيلم بعض المبالغات المتعمدة، كتصوير مرض الفصام لدى هذا العالم على أنه شديد وعلى هيئة هلاوس سمعية وبصرية، كما يغض الفيلم الطرف عن كثير من مساوئ ناش.
Pearl Harbor
فيلم حربي يتناول الغارة اليابانية على ميناء بيرل هاربر في الحرب العالمية الثانية، وغارة دوليتل التي تبعته، ويحكي الفيم قصة صديقين ينضمان إلى سلاح الجو الأمريكي، فيحكي أن أحدهما تطوع، ف حين أن التطوع حينئذ لم يكن متاحاً كما يتخلل الفيلم كثير من المغالطات التاريخية كأنواع الطائرات الحديثة التي لم تتواجد إلا بعد هذا العمل بزمن، وغير ذلك من لفتات لا صلة لها بالواقع حينئذ.
Braveheart
الفيلم الأشهر في تاريخ السينما الأمريكية والذي يحكي قصة البطل الأسطوري الإسكتلندي “وليام والاس” والذي عاش في القرن الثالث عشرالميلادي، ونظراً لأن تاريخ هذه الشخصية مأخوذة عن قصيدة شعرية غير موثوقة، فإن الفيلم شهد كثير من التداخلات الدرامية التي أضرت بمساره وأخرجته في هذا الشكل الأسطوري البعيد قليلاً عن الواقع.
JFK
نموذج للأفلام المُوجهة التي قام صانعوها بتوجيه المشاهد للاقتناع بوجهة نظر مُحددة مُغايرة للحقيقة،حيث يتناول الأحداث التي وقعت بعد مقتل كيندي واغتياله، ويعتمد في إيراد الوقائع على نظرية المؤمرة.الفيلم من إخراج “أوليفر ستون” الذي شارك في كتابة السيناريو مع صاحب الكتاب الأول، وبطولة عدد من النجوم أبرزهم “كيفين كوستنر” و “جاري أولدمان” وغيرهم.
Marie Antoinette
يتناول الفيلم قصة حياة الملكة الفرنسية “ماري أنطوانيت” منذ صغرها إلى زواجها ثم اعتلائها للعرش الفرنسي، يحتوى الفيلم على جملة من الأخطاء التاريخية والإخراجية، حيث أظهر الفيلم الجانب المرفه في حياة ماري دون الولوج إلى التفاصيل والمآسي السياسية التي لحقتها.
الناصر صلاح الدين
يبرز هذا الفيلم كفيلم عربي موجه تمام التوجيه، يحوي كثير من المغالطات التاريخية الصريحة والتي أرادت منه تدعيم خط سياسي نشط حينها هو الاتجاه الناصري القومي، حيث أظهر صلاح الدين على أنه مخلص وبطل عري في حين أنه مخلص وبطل إسلامي كردي الأصل، وغير ذلك الكثير.